ثقافة ومعلومات

التفاؤل الساذج سيغير حياتك

تخيل أنك رياضي أولمبي. يمكن أن تكون نجم سباقات المضمار أو سباحًا لمسافات طويلة أو متزلجًا على الجليد. مهما كانت الرياضة التي تختارها فمن المحتمل أنك تدربت عليها منذ سن صغيرة. لديك روتين رياضي خاص بك يعتمد على العلم وقد قمت بتعيين مدربين متخصصين لمساعدتك على طول الطريق، وتتناول خطة وجبات محددة تضمن لك الأداء في أفضل حالاتك. من الناحية البدنية أنت في ذروة لياقتك وقد بذلت كل ما في وسعك لتكون أحد أفضل الرياضيين في العالم.

لكن هذا فير كافي فلكي تفوز يجب أن تقوم بما هو أبعد من المستوى البدني. وهنا نتحدث عن الحالة الذهنية , ذهنياً عليك أن تؤمن أنك ستفوز مهما حدث. عندما تكون جالسًا عند نقاط البداية لا بد أنك تعتقد في داخلك أنك ستنهي اليوم على قمة المنصة بميدالية ذهبية حول رقبتك.

طبعا فان هذا الامر صعب واحتماليته ضعيفة اولا لان هناك فائز واحد فقط بالمركز الاول من بين العديد من المتسابقين وثانيا لان الجميع يفكرون بهذه العقلية وهي انهم سيكونون في المركز الاول وهذا هو التفاؤل الساذج اي الاعتقاد بأن النتائج الجيدة من المرجح أن تحدث لك أكثر من النتائج السيئة في أي موقف سواء كانت النتيجة الجيدة منطقية أو حتى محتملة أم لا.

يجب ان تظل موقنا انك ستصل للنتيجة الجيدة وتغض النظر عن كل ما يمكن ان يعيقك حتى وان كان منطقيا ومعقولا تفكيرك يجب ان يكون ساذجا بحيث لايرى الاشارات والحقائق التي يمكن ان تعيقك .

أن كون المرء متفائلًا بشكل مفرط يمكن أن يعني تجاهله للواقع وتفاصيل المواقف بطريقة يمكن وصفها بالساذجة اي نظرة بسيطة للعالم تتجاهل الاحتمالات السلبية والتفاصيل الهامة وهذه الطريقة يستخدمها الرياضيين لتجنب التفكير في المنافسين واحتمالية الخسارة.

يمكن للجهل أن يكون مفيدًا في بعض الأحيان مثلا عند القلق قبل حفلة حيث لا نعرف الكثير من الحاضرين فهو يشجع على التغلب على الشعور بعدم الأمان والأخطاء الاجتماعية المحتملة الناتجة من تخيل مواقف اجتماعية سلبية مثل سكب مشروب على شخص .

يذهب المتفائل الساذج إلى الحفلة او اللقاء الاجتماعي على افتراض أن الجميع سيحبونه وأن كل شيء سوف يسير دون أي عوائق وعلى الرغم من أن هذا قد لا يكون صحيحًا حيث أن الإحراج يكاد يكون أمرًا طبيعيًا عند مقابلة أشخاص جدد؛ لكن عندما يكون لديك توقعات إيجابية فإنك تتوقف عن القلق والتفكير الكارثي و تذهب بسلوك أكثر انفتاحًا مما يزيد من احتمالية ترك انطباع جيد.

هناك ايضا التظاهر او التفكير الايجابي الذي يمكن ان تقوم به ليبدو كل شيء على ما يرام لكن ذلك يختلف التفاؤل .

التفكير الايجابي هو مفهوم يدور حول فكرة إسقاط نوايا الفرد في الكون مع توقع تحقيق هذه الرغبات. ويعمل هذا الاعتقاد على مبدأ أن الكون تحكمه طاقات تستجيب لأفكارنا ومشاعرنا الداخلية. ترتبط ممارسة التجلي او التفكير الايجابي ارتباطًا وثيقًا بقانون الجذب، الذي يشير إلى أنه من خلال التركيز على الأفكار الإيجابية أو السلبية يمكن للمرء جلب تجارب إيجابية أو سلبية إلى حياته.

من ناحية أخرى يعرف المتفائل الساذج أن هذه العقلية لا تضمن أن كل رغباته ورغباته سوف تقع في حضنه. إن مطالبة الكون بأرقام اليانصيب الفائزة أو منزل أحلامك لن يمنحك هذه الأشياء.

التفاؤل الساذج يدور حول العمل بشكل ملموس لتحقيق أهدافك والاعتقاد بأنك ستحققها بسبب هذا العمل. إنه التفاؤل بنتائج العمل الذي قمت به، بغض النظر عن التحديات التي قد تواجهك.

ونتيجة لذلك غالبا ما يتعرض المتفائلون الساذجون للسخرية لكونهم غير واقعيين وسذج او حتى أغبياء لكن ما لا يدركه الناس هو أن النظرة المتفائلة الساذجة قد تفتح منظورًا وافاقا جديدة ففي حين أن الجميع يركزون بشدة على الأخطاء التي يمكن أن تحدث والمشكلات التي يواجهها قد يكونالمتفائلهو الذي يركز على تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

انتقاد اخر بالنسبه لهذا النوع من التفاؤل (والذي يجب ان تاخذه في الحسبات لتعرف اي المواقف من المناسب ان تكون فيها متفائلا ساذجا اذ ان هناك امور لا يمكن ان تقوم بهذا التفاؤل معها ) هو انه يفتقر الى القدرة على تمييز المشكلات الدقيقة فمثلا في الامور الهندسية او الطبية لا يمكن ببساطة استخدام التفاؤل وتوقع ان كل شيء سيكون جيدا واغفال النقاط الحساسة والضرورية للنجاح وقد يؤدي هذه الى كارثة .

ان واحد من افضل استخدامات التفاؤل هو عند بداية اي مشروع فهذه الطريقة من التفكير تساعدك على المضي قدما وبدا المشروع ايا كان لانك ستهمل مثبطات العمل التي تعيقك وبذلك ستبدا وتاخذ الخطوة الاولى وتبدا وطبعا بعد ذلك كل شيء يحتاج للتقييم واخذ الخطولت الصحيحة ببساطة فان التفاؤل لا يجل ان يعني اهمال الامور المطلوبة وتوقع الافضل فكما ذكرنا في مثال الرياضة فانت تقوم بكل التمرينات والاستعدادات اللازمة وتلتزم بكل قوانين المسابقة وفي نفس الوقت تتجنب التفكير السلبي لتبقي على عزيمتك وطاقتك عاليتيين .

حتى لو لم تصل إلى هدفك، ستظل في النهاية أبعد مما لو كنت قد أقنعت نفسك بأن ذلك مستحيل منذ البداية. التفاؤل الساذج سيدفعك دائمًا نحو النجاح، حتى لو لم تتمكن من الوصول إلى هناك في كل مرة. فهو يسمح لك بتجربة أشياء جديدة ويدفعك للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك لأنك لا تركز على ما يمكن أن يحدث من خطأ. إنك تبني ثقتك بنفسك من خلال منح نفسك هذه الفرصة، مهما بدت ساذجة.

كيف تتخلص من الملل

وهذا هو احد اسباب تعلم الاطفال الصغار بسرعة للكثير من الامور لانهم لا يملكون معتقدات سلبية عن مدى استطاعتهم او العوائق التي تواجههم فهم ببساطة يعتقدون انهم سيتعلمون ما يريدون وفي نفس الوقت لا يرون العوائق فهم يفكرون دائما بانهم سيحصلون على ما يريدون .

وفي النهاية وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم تفائلو بالخير تجدوه ,فلنتفائل بكل الطرق الممكنه بعد التوكل على الله وتجهيز انفسنا جيدا للموقف الذي نحن بصدده .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى