علوم و تكنولوجيا

ما هو اختبار المحاكاة او Turing Test

على الرغم من أننا قطعنا شوطاً طويلاً في عالم الحوسبة إلا أن أحد المعالم البارزة التي لا يزال باحثو علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي يرغبون في تحقيقها وهي آلة يمكنها الوصول إلى ذكاء على مستوى الإنسان.

كان هناك اختبار تم تطويره في الخمسينيات من القرن الماضي لتحديد هذا المؤهل الدقيق. كان اختبارًا لتصميم ذكاء الآلة. يظل اختبار تورينج Turing Test او اختبار المحاكاة حتى يومنا هذا بمثابة المعيار الذهبي للعلماء لاختبار أجهزتهم ويحافظون على قواعد اختبار تورينج كنموذج يحكمون من خلاله , ولكن قبل أن ندخل في اختبار تورينج دعونا أولاً نلقي نظرة على تاريخ هذا الاختبار .

تاريخ اختبار المحاكاة

كان نقاش ما اذا كان يمكن تصميم الة تتمتع بالقدرة على التفكير والتعلم ذاتيا في البداية نقاشا فلسفيا وليس علميا حيث تناول ديكارت هذه المسالة وبجث في امكانية ان توجد الة تستطيع ان تستجيب للبشر الذين يتفاعلون معها .

لكن على عكس تورينج فان ديكارت افترض ان هذه الالات لن تستطيع ان تتفاعل مع البشر من جانبها بذكاء اي ان تفاعلها سيكون بناءا على رد فعل .

اما بالنسبة للعالم آلان تورنغ Alan Turing فقد اعتقد ان الالات في المستقبل ستستطيع ان تتغلب على هذه العقبة .

الان تورنغ

تم طرح مصطلح “ذكاء الآلة” ‘machine intelligence’ قبل حوالي عشر سنوات من بداية مجال الذكاء الاصطناعي. كان موضوعًا مشتركًا بين أعضاء نادي the Ratio Club .

يتألف نادي the Ratio من أعضاء وباحثين في مجال علم التحكم الآلي والإلكترونيات في ذلك الوقت ( كان Ratio Club ناديًا بريطانيًا صغيرًا لتناول الطعام غير رسمي بين عام 1949 إلى عام 1958 مكونا من الأطباء النفسيين الشباب وعلماء النفس وعلماء وظائف الأعضاء وعلماء الرياضيات والمهندسين الذين التقوا لمناقشة قضايا في علم التحكم الآلي).

جاء آلان تورينج الذي كان جزءًا من هذه المجموعة بهذا الاختبار وتكريماً له تم تسمية الاختبار باسمه.

كان آلان تورينغ يتعامل مع فكرة الذكاء الآلي منذ عام 1941 وقد صاغ مصطلح “ذكاء الكمبيوتر” في عام 1947وفي أحد تقاريره التاريخية أثار تورينج مسألة ما إذا كان ممكنًا للآلات إظهار سلوك ذكي ام لا .

هناك عدة أشكال من اختبار تورينج يتم استخدامها للتحقق من ذكاء الآلة.

لعبة التقليد والتفسير القياسي Imitation Game And Standard Interpretation

كان المنشور الأصلي الذي كتبه تورينج والذي وضع إطارًا لاختبار تورينج عبارة عن لعبة جماعية بسيطة تضم ثلاثة لاعبين و لنفترض أن هؤلاء اللاعبين A و B و C.

في هذه اللعبة لنفترض أن اللاعب A ذكر واللاعب B أنثى واللاعب C الذي يلعب دور المحقق يمكن أن يكون أحد الجنسين ثم دعنا نضع كلا اللاعبين A و B خلف حاجز بحيث يكونان معزولين ومجهولين.

من خلال طرح الأسئلة على اللاعب “A” واللاعب “B” ، يحاول اللاعب “C” معرفة من هو الذكر والأنثى.

من خلال طرح سلسلة من الأسئلة يحاول اللاعب C ان يخمن الاجابة الصحيحة اما بالنسبة للاعبان فيتمثل دور اللاعب A في خداع المحقق (اللاعب C) ، بينما يجب على اللاعب B بذل جهد لمساعدة المحقق في اتخاذ القرار الصحيح.

ثم يتساءل تورينج ، ماذا سيحدث عندما تحل آلة محل اللاعب “A” في هذه اللعبة. هل ستكون الآلة قادرة على خداع المحقق؟ هل ستكون الآلة قادرة على التفكير بمفردها؟

ظهرت نسخة ثانية بواسطة تورينج في ورقة بحثية عام 1950 حيث يؤدي الكمبيوتر دور اللاعب A ويلعب دور اللاعب B إما رجل أو امرأة.

اختبار

يجب فهم الغاية من اختبار تورينج بوضوح وهي ليست لخداع المحقق بل يعمل على قياس مدى قرب تصرف الكمبيوتر كإنسان , في التفسير القياسي يعتبر اللاعب A جهاز كمبيوتر واللاعب B هو شخص من كلا الجنسين.

يعلم المراقب أن أحد من الاثنان حاسوب ولكن لا يعلم أي منهما كذلك تهيأ المحادثة عن طريق الكتابة فقط لكي لا تكون عدم قدرة الحاسوب على نطق الكلام عائق للاختبار. ينجح الحاسوب في الاختبار إذا لم يستطع المراقب التفريق بينه وبين الإنسان , ولا يشترط أن يجيب الحاسوب إجابات صحيحة ولكن يكفي بان يحاكي ما قد يقوله الإنسان.

في هذه الحالة يحاول كل من الانسان والالة اقناع المراقب او المحقق بانه انسان .

هناك بالطبع بعض الانتقادات حول هذا الاختبار حيث حتى وان نجح الكومبيوتر فيه ففي النتيجة هو مبرمج من قبل الانسان ليتصرف او يجيب بتلك الطريقة .

محاكاة

إن اختبار تورينج له منتقديه لكنه يظل مقياسًا لنجاح مشاريع الذكاء الاصطناعي. يحتوي الإصدار المحدث من اختبار تورينج على أكثر من قاضٍ بشري يستجوب ويدردش مع كلا اللاعبين . يعتبر المشروع ناجحاً إذا استنتج أكثر من 30٪ من الحكام بعد خمس دقائق من المحادثة أن الكمبيوتر إنسان.

ما هي مزايا وعيوب الذكاء الاصطناعي

في عام 2018 ، كشفت Google Duplex (هو توسعة او ملحق لـ Google Assistant يسمح له بإجراء محادثات طبيعية عن طريق تقليد الصوت البشري ) عن القدرة على أداء المهام عبر الهاتف. في العديد من العروض التوضيحية المختلفة حدد دوبلكس موعدًا لتصفيف الشعر وكذلك اتصل بمطعم وكان الإنسان على الطرف الآخر من الخط لا يدرك أنه يتفاعل مع آلة. ومع ذلك يشير النقاد إلى أن التفاعل لا يتوافق مع اختبار تورينج الفعلي ويزعمون أن الاختبار لم يتم التغلب عليه بعد من قبل آلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى