قد تؤدي عدة عوامل إلى تقدير ذات منخفض بما في ذلك العوامل الجينية أوالشكل الخارجي أوالوزن أو المشاكل الصحية العقلية أو المستوى الاجتماعي أو الخبرات العاطفية
لكن في البداية لنتعرف على ما هو تقدير الذات
تقدير الذات هو تقييم الفرد لنفسه وشعوره بالاحترام والقيمة والكفاءة. يشمل تقدير الذات قناعات الشخص حول نفسه (على سبيل المثال “أنا كفؤ” أو “أنا ذو قيمة”) او بتعبير اخر هو ما نعتقده عن أنفسنا
من الشائع أن يكون لديك فكرة “أنا لست جيدًا في أي شيء ” في وقت أو آخر في الحياة , قد تأتيك هذه الفكرة عندما تكون صغيرًا وما زلت تحاول معرفة المهنة التي ترغب في متابعتها أو ما قد يكون هدف حياتك الأكبرو يمكن أن يحدث ذلك لاحقًا في الحياة أيضًا عندما تقوم بتغيير المسارات المهنية أو عندما تشعر أنك لا تعيش حياة ذات مغزى أو تنجز حياة مثل بعض زملائك.
عادة ما يشير التفكير “أنا لست جيدًا في أي شيء” إلى أنك تعاني من نوبة من تدني احترام الذات أو الشك الذاتي.
غالبا ما يتصف الأشخاص أصحاب تقدير الذات المنخفض بما يلي
- انتقاد الذات الشديد وانعدام الرضا
- الحساسية المفرطة للانتقاد وكراهية المنتقدين واعتبارهم مهاجمين
- عدم القدرة المزمنة على الاختيار والخوف المبالغ فيه من الخطأ.
- الرغبة الزائدة في إسعاد الاخرين
- البحث عن الكمال والذي قد يؤدي للشعور بالإحباط عندما عدم تحقيقها
- الذنب العصبي أو المبالغة في حجم الأخطاء في الماضي
- الكراهية والدفاعية العامة بدون أي سبب واضح.
- التشاؤم والمظهر السلبي العام.
- الحقد والبغض العام.
يمكن لبعض الناس التخلص من هذه الأفكار والمضي قدمًا , لكن من الشائع الانغماس في هذا النوع من التفكيرو إذا أصبح هذا النوع من التفكير مسيطرا على عقلية الشخص فقد يكون من الصعب تجاوزه , و الحقيقة هي انه رغم ذلك أن كل شخص جيد في شيء ما لكن عادة ما يمنع الناس من اكتشاف ماهية هذا الشيء هو الحديث السلبي عن النفس وتدني احترام الذات.
قد يعجبك : ما هو إلادراك الذاتي ولماذا هو مهم
العوامل المؤثرة في تقدير الذات
– البيئة الأسرية ( الوالدين) فالصغار يرون أنفسهم من خلال رؤية والديهم لهم ويأخذونها معهم إلى الكبر.
– البراعة في أداء المهام والإنجازات.
– تقييمات وآراء الآخرين.
– التطلعات الشخصية.
– المظهر.
– الأفكار الذاتية.
– الإنجاز الأكاديمي.
إن الشعور بأنك لست جيدًا في أي شيء هو مؤشر على أنك تعاني من تدني احترام الذات وضعف الصورة الذاتيةوفي كثير من الأحيان ترتبط مشاعر تدني احترام الذات بمشاعر القلق والاكتئاب حيث يمكن للأفكار الذاتية السلبية أن تؤثر على أدائك وتجربتك في المدرسة والعمل ويمكن أن تؤثر سلبًا على علاقاتك الشخصية.
الان لنرى كيف تتسلل الينا هذه المشاعر والافكار السلبي
المقارنة
قد لا تعرف هدفك في الحياة وقد تشعر أنه ليس لديك أي مواهب أو هدايا. غالبًا ما تأتي هذه الفكرة عندما تقارن نفسك بالآخرين. قد تنظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون والمجلات والأخباروتشعر أن كل من تراهم هم أشخاص ناجحون واثقون من أنفسهم ويبدو أنهم وجدوا هدفهم في الحياة.
التركيز على اخفاقات الماضي
قد تفكر في الوقت الذي حاولت فيه السعي وراء اهتمام ما أو تقدمت لوظيفة وفشلت بطريقة ما. قد تفكر في المرات التي تلقيت فيها درجات منخفضة في المدرسة أو الأوقات التي تعرضت فيها للإحباط من قبل الآخرين أو الأوقات التي شعرت فيها بعدم التقدير.
افتراض الفشل فيما ستقوم به
قد تفكر في تجربة شيء جديد أو ممارسة هواية تعتقد أنك قد تستمتع بها لكن أفكارك السلبية تمنعك على الأرجح من فعل ذلك, قد تتخيل نفسك جيدًا في شيء ما للحظات لكن بعد ذلك تفكرفورًا في الطرق التي يمكن أن تفشل بها.
هناك بعض الافكار والرسائل الشخصية التي قد تراودك او تحدث بها نفسك نتيجة لانخفاض التقدير الذاتي مثل :
“ليس لدي مواهب.”
“أنا لست مثيرًا للاهتمام ولا أحد يهتم بي.”
“لا فائدة من محاولتي أن أكون جيدًا في أي شيء.”
“الجميع سواي سعداء وناجحون.”
“لن أكون جيدًا في المدرسة أو العمل أبدًا.”
“لا يوجد سبب لي لتجربة شيء ما لأنني لن أجيده.”
“أنا فاشل.”
من المهم أن نفهم أن هذه الأنواع من الأفكار جنبًا إلى جنب مع فكرة “أنا لست جيدًا في أي شيء” هي مجرد أفكار إنها لا تعبر بالضرورة عن حقيقة حياتك , إنها أمثلة على الحديث السلبي عن النفس وعادة ما تؤدي إلى دورة من الأفكار السلبية المتراكمة الواحدة تلو الأخرى.
الان ناتي على موضوع في غاية الاهمية وله الاثر الكبير على رؤيتك لنفسك والتقدير الذاتي وشخصيتك وطريقة تعاملك مع الاخرين الا وهو الحديث الذاتي السلبي
قد لا نشعر بذلك لكننا نروي باستمرار قصصًا عن أنفسنا في أذهاننا, أفكار مثل ، “أنا لست جيدًا في أي شيء” هي مثال للحديث الذاتي السلبي ويمكن أن يكون لها تأثيرات حقيقية على كيفية إدراكنا لأنفسنا وعلاقاتنا وما يمكننا متابعته في الحياة.
لقد وجدت الدراسات أن الانخراط بشكل متكرر في الحديث الذاتي السلبي يمكن أن يكون له تأثيرات قوية على صحتنا العقلية ويمكن أن يزيد من القلق والاكتئاب.
ولكن هناك جانب إيجابي هنا: الأفكار قوية جدًا لذا فإن بذل جهد لتغيير الأفكار السلبية إلى أفكار أكثر إيجابية يمكن أن يكون له فوائد حقيقية.على سبيل المثال فالأشخاص الذين يتبنون مواقف أكثر تفاؤلاً بشأن الحياة يميلون إلى تجربة المزيد من الرفاهية الجسدية والعقلية بالإضافة إلى زيادة جودة الحياة
كيفية التعامل مع هذه المشكلة
لحسن الحظ فان هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لكسر حلقة التفكير السلبي وفكرة أنك لست جيدًا في أي شيء و إليك بعض الأفكار.
خذ استراحة لوسائل التواصل الاجتماعي
يعتمد معظم الناس على وسائل التواصل الاجتماعي كطريقة للتواصل مع الآخرين وحتى كطريقة للحصول على الأخبار ومواكبة الاتجاهات الحالية ولكن هناك جانب مظلم لوسائل التواصل الاجتماعي وهو الطريقة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على احترام الذات ومشاعر تقدير الذات
غالبًا ما يشارك الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي صورة “منظمة” لحياتهم باستخدام المرشحات في الصور واختيار أجزاء حياتهم التي يريدون مشاركتها لهذا السبب قد يبدو أن الجميع مليء بالنجاحات والمواهب.
يمكن أن يمنحك أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للتوقف عن المشاركة في لعبة المقارنة التي يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي تشجعها والتركيز على تحسين صورتك الذاتية وصحتك العقلية .
تعلم أن تقبل المجاملات
الأشخاص الذين يعتقدون أنهم ليسوا جيدين في أي شيء غالبًا لن يصدقوا الآخرين عندما يشيرون إلى الأشياء التي يجيدونها بالفعل. ببساطة الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات لا يجيدون قبول الإطراءات
إذا كان هذا ينطبق عليك فيمكنك التفكير في القليل من التمرين. لاحظ في كل مرة يحاول فيها شخص ما مجاملتك وانظر ماذا سيحدث إذا قبلتها. نعم قد تشعر في البداية أنك تزيّف الأمر إلى حد ما و لكن إذا واصلت قبول الإطراءات فقد تغير تفكيرك حول الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليك وقدرتك على إدراك نفسك
جرب كتابة اليوميات
من الطرق القوية لفرز مشاعرك وفهم أفكارك هو تدوينها. بادئ ذي بدء يمكن أن يساعدك تدوين أفكارك ومشاعرك على تحديد ما هي عليه. إن فهم ما يحدث معك هو الخطوة الأولى لبدء الشعور بالتحسن.
يمكن أن يكون تخصيص بضع دقائق يوميًا لكتابة أفكارك على الصفحة أمرًا علاجيًا.
إذا لاحظت أن التفكير السلبي وانخفاض الثقة بالنفس يهيمن على أفكارك فقد ترغب في تجربة شيء مختلف: دفتر الامتنان. من أفضل الطرق لتغيير التفكير السلبي هو بدء يوميات الامتنان وقد وجدت الدراسات علاقة بين الامتنان واحترام الذات
الاحتفاظ بدفتر يوميات الامتنان ليس بالأمر المعقد: اكتب شيئًا واحدًا تشعر بالامتنان له كل يوم او نعمة انعمها الله عليك . يمكن أن يكون شيئًا بسيطًا مثل قهوة الصباح أو ضحك طفلك فقط التزم بكتابته
جرب العلاج
العلاج هو طريقة رائعة للعمل على احترامك لذاتك وصورتك الذاتية. يمكن أن يساعدك العلاج على فهم ما الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة بشكل أفضل ولكن الأهم من ذلك أنه يمكن أن يساعدك في ممارسة طرق إدارة أفكارك السلبية.
لذا ان شعرت بانك غير قادر على مجابهة افكارك السلبية لا تتردد في استشارة اصحاب الاختصاص وتذكر انه ليس من العيب استشارة طبيب نفسي ليساعدك على تجاوز مشكلاتك
ركز على الاشياء التي انت جيد فيها
تتمثل إحدى الطرق المؤثرة لمكافحة فكرة “أنا لست جيدًا في أي شيء” في فكرة “انا جيد في هذا الشيء” .
عندما نفكر في كوننا جيدين في شيء ما فإننا نفكر في أشياء مثل الحصول على وظيفة رفيعة المستوى أو الالتحاق بكلية جيدة أو امتلاك بعض المواهب أو إقامة علاقة سعيدة أو زواج.
لكن لا تنسى ,قد تكون مزاياك او نعمك أقل وضوحًا ولكنها لا تزال ذات مغزى. أن تكون صديقًا جيدًا أو مستمعًا جيدًا أو شخصًا طيبًا وصبورًا فهذه ميزة خاصة. وبالمثل فإن العيش في ظروف صعبة وتعلم المثابرة على الرغم من التحديات هو بالتأكيد وشيء يستحق الفخر.
اجلس وقم بسرد المواهب التي تجعلك شخصًا جيدًا ومساهمًا إيجابيًا في جعل العالم مكانًا أفضل
اخيرا
عبارة “أنا لست جيدًا في أي شيء” هي عبارة قوية جدًا وإذا قلت ذلك كثيرًا بشكل كافٍ فستبدأ في تصديق ذلك. لكن تصريحًا كهذا هو مجرد فكرة تخبرها لنفسك ، إنها تأتي بسبب تدني تقدير الذات وهي ليست واقعك.
العديد من الباحثين والمختصين في تقدير الذات وعلم نفس تقدير الذات أثبتوا بالدراسات الميدانية والتجارب التربوية بأن تقدير الذات ينمو ويرتفع عند ممارسة بعض التطبيقات السلوكية والمفاهيم والأفكار الإيجابية.
كل شخص على وجه الأرض لديه شيء يجيده , مجرد الاستيقاظ في الصباح وبدء يومك يعد إنجازًا في حد ذاته. قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد مواهبك ونقاط قوتك لكنها موجودة. أنت مدين لنفسك بالقيام ببعض البحث وتغيير طريقة تفكيرك للتفكير بشكل أكثر إيجابية في قيمتك الذاتية.