اخترنا لكثقافة ومعلومات

كيف تتخلص من سلوك او عادة سيئة

من الصعب التخلص من عادة او سلوك تعودنا عليه , فمن الاسم عادة معناها اننا اعتدنا على القيام بها , اذا كانت العادة صحية وايجابية فلا مشكلة لكن المشكلة عندما يكون السلوك ضارا بنا فهنا يجب علينا البدء بالتخلص منها .

نحن جميعًا نشكل عادات وسلوكيات نؤديها تلقائيًا استجابةً لإشارة أو محفز. يمكن أن تكون العادات جيدة أو سيئة أو حميدة. ينتج أفضلها نتائج مفيدة دون الحاجة إلى الكثير من قوة الدماغ ، مثل قضاء وقت منتظم مع أحد أفراد أسرته. لكن البعض – مثل الأكل العاطفي أو إنفاق المال للتخفيف من التوتر – يمكن أن يكون له آثار سلبية على المدى الطويل وغالبًا ما يحتاج إلى كسر.

عادة

هناك ثلاث استراتيجيات يمكن القيام بها في سبيل التخلص من العادات السيئة ، وفقًا لبنجامين جاردنر ، الأستاذ في علم النفس بجامعة Surrey في المملكة المتحدة الذي يدرس العادات.

لا يوجد هناك افضل الممارسات اذا استطعنا ان نطلق عليها كذلك للتخلص من سلوك معين فهذا يعتمد على ما تريد التخلص منه وسببه والمحفز الذي يحفزك للقيام بهذا التصرف .

لذلك قد تعمل احدى الاستراتيجيات في موقف ويجب عليك استعمال اخرى مع تصرف او عادة اخرى , او يمكنك عن طريق هذه الاستراتيجيات الوصول الى فهم افضل للمشكلة ونقاط الضعف لديك لتتمكن من اتباع استراتيجية خاصة بك .

الان بالعودة الى الاستراتيجيات الثلاثة فيمكننا اما ان نعتمد طريقة ايقاف السلوك الذي نقوم به او الابتعاد وعدم التعرض للمحفز او استبدال رد الفعل عند التعرض للمحفز باخر ايجابي وصحي .

عادة

للتوضيخ فلناخذ مثال اكل الفشار عند الذهاب الى السينما , هنا اكل الفشار هو عادة والسينما هي المحفز , فعند تواجدنا في السينما سنبدا بتناول الفشار .

لديك هذه الخيارات: أولاً ، قل لنفسك “لا يوجد فشار” في كل مرة تذهب فيها إلى السينما ويجب ان تتعود ان تقولها لنفسك بجدية وعزم وارادة فحتى ان لم تتمكن من ايقافها في المرة الاولى فمع الوقت سيقوى الصوت الداخلي لديك الى ان تجبر نفسك على التوقف عن الفعل .

ثانيًا ان تتجنب الذهاب إلى السينما مطلقًا وبهذا سيختفي المحفز الذي يثير فيك الرغبة لاكل الفشار .

الطريقة الثالثة هي استبدل الفشار بوجبة خفيفة جديدة تناسب ميزانيتك أو أهدافك الغذائية وبهذا عند تعرضك للمحفز تكون قد كونت فعلا مرتبطا به بدل التصرف الضار الذي كان مرتبطا به .

إن مثال آخر هوقضم الأظافر الذي في الغالب تقوم به عن طريق العقل الباطن ويتم إجراؤه بشكل متكرر طوال اليوم ، لذلك قد لا تعرف حتى ما الذي يسببه. لذلك قد يكون من الصعب أن تمنع نفسك من قضم أظافرك في كل لحظة من لحظات التوتر او الملل .

من الأفضل استبدال قضم الأظافر باستجابة ضغط جسدي أخرى مثل كرة الإجهاد بدلاً من ذلك ، كما يمكنك استخدام رادع كان يكون قماش او قفاز ( طبعا لا يجب ارتداء القفازات لفترات طويلة لكي لا تؤثر سلبا على البشرة لانها تحتاج الى التهوية ) لزيادة وعيك بقضم الأظافر في اللحظة الحرجة التي تحاول البدء بقضم اضافرك فيها أو قبلها مباشرةً حتى تتمكن من اختيار التوقف .

بالنسبة لاستبدل العادة فيجب ان يون الشيء المستبدل جذابا وقريبا من الفعل الاساسي , اذ من الصعوبة على سبيل المثال استبدال اكل الحلويات بتناول السلطة لان هذا الاجراء لن يدوم على المستور الطوبل لكن اذا استبدلنا الحلويات بحلويات تحتوي على سكريات ودهون قليلة وحاولنا تقليل الكمية ايضا فمن الممكن النجاح في ذلك , ومن يدري ربما مستقبلا عند ترسخ هذه العادة والتخلص من القديمة يمكننا ان نمارس عملية الاستبدال مرة اخرى حتى يكون الموضوع متدرجا للوصول الى نتيجة صحية .

كما ذكرنا سابقا فليس كل اسلوب يناسب كل عادة فمثلا التوقف عن التعرض للمحفز لا ينفع اذا كان التعرض للمحفز لا بديل عنه . كان يكون اكلك للحلويات عند عودتك من العمل الى البيت , فانت يجب ان تذهب الى العمل ويجب ان تعود الى البيت لذا يمكنك اتباع اسلوب المنع مثلا بان تمنع نفسك وفي نفس الوقت ان لا تحتفظ بالحلويات في المنزل حتى لا تكون في متناول يديك .

الامر الاساسي الذي يجب ان تراعيه هو ان الموضوع سيحتاج الى وقت والى تكرار ومجهود وعزيمة حتى تصل للنتيجة المرجوة لان السلوك الذي اعتدت عليه قد ترسخ في عقلك لسنوات او لعشرات السنين ربما ولان العادة التي تقوم بها تولد احساسا بالمتعة والمكافاءة داخل الدماغ فمن غير المنطقي ان تعتقد انك ستتخلص منه في خلال شهر مثلا بل على العكس اعتقادك هذا سيساهم في انتكاستك لانك عندما لا تصل لهدفك حسب تقديرك فستشعر بعدم جدوى ما تقوم به او انك فشلت في تحقيق ما تصبو اليه اذ من الممكن ان يستغرق التخلص من عادة ما الى 250 يوما .

هل لديك موهبة خفية داخلك وكيف تجدها وتستخدمها لتحسين حياتك

تجدر الإشارة إلى أنه في حين أن العادات والإدمان يتداخلان إلا أن هناك اختلافات كبيرة وفقًا لجامعة ألفيرنيا في بنسلفانيا. لذا فإن كسر العادة وكسر الإدمان ليسا نفس الشيء. الفرق الأساسي هو أن العادات تعتمد على الاختيار بشكل أكبر في حين أن السلوكيات التي تسبب الإدمان يمكن أن تكون أكثر “ارتباطًا عصبيًا وبيولوجيًا” وفقًا للجامعة.

ويجب ان تضع في تفكيرك ان كسر العادة ليس معناه اختفائها لان العادات موجودة وقد تزيد او تنقص المهم انك عندما تشعر انك اكثر تحكما في القيام بشيء ما او ان لديك بدائل عديدة فانك تحرز تقدما , فمثلا اذا اصبحت تستطيع ان تختار القيام بالرياضة او القراءة بدلا من الاكل في حالة توترك فهذا معناه انك اصبحت اكثر سيطرة على ردة فعلك وسلوكك .

اهم شيء ان تفهم لماذا تقوم بما تقوم به ولماذا تقوم بردة الفعل هذه وما هي الظروف المرتبطة بردة فعلك سواءا من مكان او زمان او محيط اجتماعي او اي ظرف خارجي يؤدي الى قيامك بهذا الفعل , ربما كلمة او رائحة او منظر معين لتتعرف على المحفز وهو ركن اساسي في عملية التغيير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى