تاريخ وغرائب

من هي “عائلات المافيا الخمسة” التي سيطرت على نيويورك؟

في عام 1931، بدأت لجنة من عائلات الجريمة في إدارة مدينة نيويورك وبدأت حقبة من الألقاب والصراعات العنيفة على السلطة.

وسنرى هنا نماذج من الغدر في ما بينها بل وفي نفس العائلة التي انتهى معظم افرادها وزعمائها اما بالقتل او بالسجن او بالعمل لصالح الشرطة كمخبرين ليتجنبو العقوبة .

في عام 1931 تم تنظيم العصابات بعد سلسلة من الصراعات على السلطة وجرائم القتل، أنشأ رجل العصابات تشارلز لوتشيانو “Lucky ” “اللجنة” Commission ، وهي هيئة إدارية ترأسها خمس عائلات إجرامية في مدينة نيويورك. على مدى العقود الأربعة التالية استخدمت “العائلات الخمس” تكتيكات مثل القروض بفوائد عالية والابتزاز والتسلل إلى النقابات العمالية للتأثير على مجموعة من الشركات وتحقيق الربح منها.

مقالات ذات صلة

يقول سيلوين راب Selwyn Raab مؤلف كتاب( خمس عائلات: صعود وانحدار وعودة أقوى إمبراطوريات المافيا في أمريكا) “إنهم لم يسرقوا البنوك، ولم يكن عليهم أن يفعلوا ذلك”. “لقد ارتكبوا كل هذه الجرائم الأكثر أناقة وتطوراً، لأنهم دفعوا أكثر وكان الخطر أقل”. كان للعائلات أيديهم في الكثير من العمليات المختلفة. وكانوا يديرون شبكات القمار وتهريب المخدرات، لكنهم كانوا يسيطرون أيضًا على شركات البناء والنقل.

مافيا

في الأيام الأولى للجنة، كان العديد من أعضاء العائلات الخمس ( جينوفيز، بونانو، لوتشيزي، غامبينو وكولومبو) Genovese, Bonanno, Lucchese, Gambino and Colombo مهاجرين من إيطاليا وخاصة صقلية. كان لبعضهم علاقات مع عائلات الجريمة الصقلية التي كانت تعمل وفقًا لميثاق الشرف المعروف باسم أوميرتا omertà ودمجت العائلات الخمس مفهوم أوميرتا في اللجنة ومنعت رجال العصابات من الوشاية بأفراد أسرهم وكذلك العائلات الأخرى في اللجنة.

تضاءل تأثير العائلات الخمس بعد أن أقرت الولايات المتحدة قانون المنظمات الفاسدة والمتأثرة بالابتزاز Racketeer Influenced and Corrupt Organizations Act لعام 1970، أو قانون RICO، الذي أعطى الحكومة طرقًا جديدة لمحاكمة الجريمة المنظمة. أدت فعالية هذا الفعل إلى قيام رجال العصابات بكسر أوميرتا والتحول إلى مخبرين، بل وأدى ذلك إلى انقلاب أحد الرؤساء على عائلته.

عائلة جينوفيز Genovese Family


الرؤساء البارزون: تشارلز لوتشيانو “Lucky” بين (1931-1937)، فيتو جينوفيز (1957-1969)
مخبر او واشي هام : جوزيف فالاتشي
من العمليات الكبرى : السيطرة على سوق أسماك فولتون

تشارلز لوتشيانو “Lucky”

جاء تأسيس اللجنة في أعقاب حرب كاستيلاماريزي the Castellammarese War ، وهو صراع دموي بين عائلتين إجراميتين متنافستين في مدينة نيويورك. في عام 1931، اغتال رجال العصابات زعماء العائلتين المتنافستين، مما دفع تشارلز لوتشيانو “Lucky” إلى تولي ما أصبح يعرف باسم عائلة جينوفيز وإنشاء اللجنة.

كانت حرب كاستيلاماريزي صراعًا دمويًا على السلطة من أجل السيطرة على المافيا الأمريكية بين أنصار جوي ماسيريا “Joe the Boss” وسلفاتوري مارانزانو Salvatore Maranzano ، وقد حدث هذا الصراع في مدينة نيويورك في الفترة من 26 فبراير 1930 حتى 15 أبريل 1931. وقد سميت هذه الحرب باسم مدينة كاستيلاماري ديل جولفو الصقلية، مسقط رأس مارانزانو.

بعد إدانة لوتشيانو بتهمة الدعارة الإجبارية في عام 1936، تولى فرانك كوستيلو “Prime Minister” منصب رئيس العائلةلكن أخذت العائلة اسمها الحالي من فيتو جينوفيزي الرئيس الذي صعد إلى السلطة في عام 1957 بعد محاولته قتل كوستيلو (الذي فهم التلميح وان حياته مهددة فتقاعد). أدين جينوفيزي بتهمة الاتجار بالمخدرات في عام 1959، واستمر في إدارة عائلة جينوفيزي من السجن حتى وفاته في عام 1969.

خلال فترة محكومية جينوفيز أصبح زميله في السجن وعضو عائلة جينوفيز جوزيف فالاتشي أول “made man” ( اي عضو رسمي في العصابة ) من بين العائلات الخمس يخرق قانون أوميرتا علنًا اذ وبعد قتل أحد السجناء الذي اعتقد فالاتشي أن جينوفيز أرسله لقتله وافق فالاتشي على تقديم شهادة متلفزة لمجلس الشيوخ الأمريكي حول أنشطة المافيا في عام 1963. كان هذا الانقلاب الذي قام به أحد رجال المافيا قبل قانون ريكو نذير او ارهاصة للأمور القادمة.

عائلة بونانو Bonanno Family

الرؤساء البارزون: جوزيف بونانو “Joe Bananas “بين(1931-1964)، جوزيف ماسينو “The Ear” بين (1991-2004)
مخبر او واشي هام : جوزيف ماسينو “The Ear
من العمليات الكبرى : التسلل إلى نقابة نيويورك بوست

جوزيف بونانو “Joe Bananas “

كان جوزيف بونانو “Joe Bananas” أول رئيس للجنة في عائلته وقد أدار العائلة لأكثر من ثلاثة عقود، لكنه فقد سلطته في منتصف الستينيات عندما علم رئيسان آخران في اللجنة ـ كارلو جامبينو وتومي لوتشيز ـ أن بونانو كان يخطط لقتلهما. واختفى بونانو في عام 1964 ثم عاد إلى الظهور في عام 1966 مدعياً ​​أن أعداءه اختطفوه. (ويشتبه المحققون في أنه كان في الواقع مختبئاً ).

بين عامي 1976 و1981، تسلل عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي جوزيف بيستون إلى عائلة بونانو تحت اسم مستعار “دوني براسكو” “Donnie Brasco ” ، وحصل على معلومات أدت إلى أكثر من 100 إدانة فيدراليةوفقًا للمكتب. أعاد جوزيف ماسينو “The Ear” تنشيط عائلة بونانو بعد توليه منصب الرئيس في عام 1991 ولكن في عام 2004 استخدم المدعون الفيدراليون قانون ريكو لإدانته بمجموعة واسعة من التهم.

تقول كلير وايت، مديرة التعليم في متحف المافيا في لاس فيجاس: “قبل قانون ريكو، كان من الصعب للغاية بناء قضايا لعمليات واسعة النطاق استمرت لعقود من الزمن. والأمر الأكثر أهمية هو أنه كان من المستحيل تقريبًا إبعاد زعماء المافيا، لأنهم كانوا معزولين تمامًا عن الجرائم العنيفة”.

لقد غير قانون ريكو هذا الأمر بجعل أي مشاركة في أنشطة إجرامية معينة غير قانونية. وبعد إدانته في عام 2004، وافق ماسينو ـ الذي كان يخشى أن يُحكم عليه بالإعدام في محاكمة مقبلة بتهمة القتل ـ على الإدلاء بشهادة عن زملائه من رجال العصابات. وعلى هذا فإن ماسينو يتمتع بامتياز كونه أول زعيم إجرامي في مدينة نيويورك يتحول إلى مخبر للحكومة.

عائلة لوتشيسي Lucchese Family

الرؤساء البارزون : تومي جاجليانو (1931-1951)، تومي لوتشيز “Three-Finger Brown” بين (1951-1967)
مخبر او واشي هام : هنري هيل
من العمليات الكبرى : تحويل مطار جون كينيدي إلى “متجر خاص بالمافيا”

تومي لوتشيز “Three-Finger Brown” 

كان أول رئيس لعائلة لوتشيسي في اللجنة هو تومي جاجليانو، الذي تقاعد بسبب المرض في عام 1951. وقد أعطى خليفته تومي لوتشيسي “Three-Finger Brown” العائلة اسمها الحالي. بنى لوتشيسي علاقة وثيقة مع زميله رئيس اللجنة كارلو جامبينو وكلاهما خطط جوزيف بونانو لقتلهما في منتصف الستينيات. فشلت المؤامرة واستمر لوتشيسي في إدارة العائلة حتى وفاته في عام 1967 .

في عام 1978، نفذت عائلة لوتشيز واحدة من أكثر عملياتها شهرة: عملية سرقة شركة لوفتهانزا، حيث سرق أفراد العصابة نحو 5 ملايين دولار نقدًا و800 ألف دولار من المجوهرات من مطار جون إف كينيدي الدولي. وانتهى الأمر بهنري هيل أحد أفراد عصابة لوتشيز الذين نفذوا عملية السرقة إلى أن أصبح مخبرًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي ودخل برنامج حماية الشهود. سجل الكاتب نيكولاس بيليجي حياة هيل في كتاب عام 1985 Wiseguy: Life in a Mafia Family، والذي اقتبسه المخرج مارتن سكورسيزي في فيلم Goodfellas عام 1990.

عائلة جامبينو Gambino Family

الرؤساء البارزون : كارلو جامبينو (1957-1976)، جون جوتي (1986-2002)
مخبر او واشي هام : سالفاتوري جرافانو “Sammy the Bull
من العمليات الكبرى : السيطرة على الواجهة البحرية في نيويورك

كارلو جامبينو

كان فينسنت مانجانو أول رئيس لجنة لعائلة جامبينو، وحكم من عام 1931 حتى اختفائه الغامض في عام 1951. ويشتبه البعض في أن خليفته ألبرت أنستازيا  “Lord High Executioner” قتل مانجانو لتولي منصب الرئيس. وفي تحول دراماتيكي توفي أنستازيا في عام 1957 في مؤامرة قتل دبرها خليفته كارلو جامبينو. وأصبح جامبينو رئيس العائلة التي اخذت اسمه وأدار العائلة حتى وفاته في عام 1976.

كان جون جوتي أحد أكثر زعماء عائلة جامبينو شهرة وقد ارتقى إلى السلطة بقتل سلفه بول كاستيلانو “Big Paul” (صهر جامبينو). وقد اكتسب جوتي لقب “Teflon Don” بسبب قدرته على التهرب من الإدانة. وفي النهاية تم إرساله إلى السجن في عام 1992 بتهمة الابتزاز والقتل بما في ذلك وفاة كاستيلانو ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شهادة مساعده سالفاتوري جرافانو  “Sammy the Bull”  وظل جوتي يحمل لقب الزعيم في السجن حيث توفي في عام 2002.

عائلة كولومبو Colombo Family


الرؤساء البارزون : جوزيف بروفاسي“Olive Oil King” بين (1931-1962)، جوزيف كولومبو (1963-1971)
مخبر او واشي هام : جريجوري “حاصد الأرواح” سكاربا
من العمليات الكبرى : إدارة مخطط للتهرب الضريبي على الغاز

جوزيف كولومبو

كان جوزيف بروفاسي “Olive Oil King” أول رئيس لجنة لعائلة كولومبو، وأدار العائلة حتى وفاته في عام 1962. خلف جوزيف ماجليوكو  “Evil Eye” بروفاسي كرئيس لكن حكمه لم يدم طويلاً وذلك لأنه في عام 1963 تآمر ماجليوكو مع جوزيف بونانو لقتل كارلو جامبينو وتومي لوتشيز.

انتهى الأمر بجوزيف كولومبو الرجل الذي كان من المفترض أن ينفذ عملية القتل إلى إخبار جامبينو بالمؤامرة. وردت اللجنة بحظر ماجليوكو من المافيا مدى الحياة وبدعم من جامبينو تولى كولومبو منصب ماجليوكو كزعيم.

أصبح كولومبو هو اسم العائلة وظل رئيسًا حتى أصيب برصاصة وشلل في عام 1971.
كانت لمكتب التحقيقات الفيدرالي علاقة غير عادية مع عائلة كولومبو – أو على الأقل- عضو واحد على وجه الخصوص. حيث وفي الستينيات استأجر المكتب قاتلًا محترفًا غريغوري سكاربا “The Grim Reaper” للتحقيق في عمليات قتل العاملين في مجال الحقوق المدنية. وعلى مدى العقود القليلة التالية كانت له علاقة متقطعة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي حيث تولى مهام من المكتب وزوده بمعلومات عن المافيا.
تكهن المراقبون بأن هذه الشراكة كانت السبب في تجنب سكاربا قضاء الكثير من الوقت في السجن حتى عام 1993عندما أقر بالذنب في الابتزاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى